هدية البحتري

الـمرآة. آداتـنا العـاكسة، بـها نتواصل عبر فـضاء التربية وأواصـر عقـود المودة، في شراييـن رحـمها الدافـئ، المعـبأ بالـصـدق والوفاء والإخـلاص. نسعى إلى تحقـيق غـايـاتها ومراميها ، ونتفـانى في تثميـن أهدافها، في مخـتلـف المهام، وفي شتى المواقـف والإجراءات، كـل في اختصاصه. حسب ما تـمـليه النصـوص وتوجـبه الأخلاقيات، وفي خضـم ذلك نتقاسم المسؤوليات ونتفـاعـل مـن أجـل إثـبات دورنا وإشــرافـنا كهيئــة وكيــان مـؤثـر في التقويــم والتوجـيه والتكــوين. ونحــن على هـذا الـعـقـد شـاهـديـن ومشــهـوديـن في مـرآة تعـكـس كـثـيـرا من الـسـلـوكـات والتصـرفات الظـاهرة والمستترة، التي تـسـجـل لنا أو عـلينا، أو التي نسجلها على غـيـرنا ،في مواقف الجـد والهـزل معا، لـو قــدّر لنا جمعها واستثمارها في مجال الدراسة والبحث لملأت... وشغلـت... ولــو عارضنا بها مجالي الدعاية والإشــهار لأغـنت عن ليالي شهرزاد خلف شهـريار... ولكـن خيمـة حـاتم كـريمة، وطـعـم طعامها لـذيـذ ،فـلا تفسـدوا عـنّا كـرم الضيافة وشـاركونا بملاحظاتكم وآرائكـم أو انتقاداتكـم. كذلك قال البحتري لأحـد الـزملاء الذين سلّـمت لهم مرآة الإشـراف التربوي، كـن بسيطا هـادئا، وتـعلـم كيف تبتسـم ومتى تـحـل المشكـل في التمييز بين المعقـول وغير المعقـول، معترفا بالـخـطـأ، مقـبـلا على التغيير كشكل حتمي للتـطـور، وانــظـر إلى المــرآة ولا تكــشـّر عن أنيابك.