هل الخيال يولد في .......القلب أم في ......الرأس

تظهر في اللغة الشائعة أن القلب هو مركز التحكم في السلوك. ولا يزال الإنسان يسعى في امتلاك ما يرغبه قلبه، والعاشق يقول احبك من كل قلبي دون أن يلحظ سخف ما يقوله .

وكان ابوقراط –أبو الطب-هو أول من أدرك أن المخ هو الذي يتحكم في سلوك الإنسان فهو الذي تنبع منه مسراتنا وأفراحنا وضحكنا مثلما تنبع آلامنا وأحزاننا ودموعنا ،ومن خلال المخ على وجه التحديد نحن نفكر ونرى ونسمع ونميز الخبيث من الطيب والجميل من القبيح والسار من المحزن............).

ورغم هذا تجاهله الناس ولم يتم الاعتراف بان المخ هو مركز السلوك إلا في بداية القرن التاسع عشر.

وخلاصة القول أن المخ وحده المتحكم في السلوك وتحدث فيه الانفعالات ،لذا لابد من التعرف على المكان الذي يتم فيه تعديل السلوك باعتبار أن تعديل السلوك يعد واحدا من أهم ركائز وأهداف عملية التدريب والتعليم والذاكرة.

فالتعليم يعني إجراء تغيير صغير في تكوين المخ فالإشارات تشق طريقها عبر شبكة الخلايا المخية في المخ والإشارات التي تتكرر تمر بنفس المسالك والمرور من خلية مخية لأخرى يتم بواسطة الحلقات العصبية .

فمثلا لو أننا بدأنا تعلم الكتابة على الحاسب الآلي ،حيث يجب على المخ أن يأمر الأصابع بالضغط على لوحة المفاتيح لذا فانه ينقل إليها الإشارات عبر مسالك موجودة ،وبما أن المخ يملك في البداية مجموعة محددة من المسالك فان حركات الأصابع تكون غير منسقة ،وكلما تدربنا على استخدام الحاسب كلما صدرت الإشارات إلى الأصابع بشكل أسرع فتبدأ المسالك في التغيير ونبدأ في تطوير حلقات عصبية جديدة لنقل الأوامر إلى عضلات الأصابع.

ولدى تطور الحلقات العصبية نصبح قادرين على تحريك الأصابع كما هو مطلوب وبصورة اسهل كثيرا ،وبالتالي نصبح قادرين على استخدام لوحة المفاتيح لجهاز الحاسب دون النظر إلى ما نفعل ففي هذه الحالة قد تم برمجة مقطع كامل من المخ من جديد.